تعد السمنة المفرطة من أبرز التحديات الصحية التي تواجه العديد من الأشخاص من حولنا. وتُعرف بأنها تراكم مفرط للدهون في الجسم لدرجة تؤثر سلباً على الصحة العامة. ولكن متى نقول عن شخص أنه مصاب بالسمنة المفرطة، وكيف يمكن علاجها؟
ما هي السمنة المفرطة؟
هي أحد حالات السمنة المعقدة، والتي تحدث عندما يتضخم عدد وحجم الخلايا الدهنية في الجسم بشكل مفرط. وفي هذه الحالة يكون مؤشر كتلة الجسم BMI أعلى من 40.
يصاب الأشخاص عادةً بالسمنة المفرطة عندما تزداد عدد السعرات الحرارية في أجسامهم. فعندما يأخذ الجسم طاقة (سعرات حرارية) أكثر مما يستخدمه أو يحرقه، تؤدي الطاقة الزائدة إلى اختلال التوازن. يتسبب هذا الاختلال في تخزين فائض من الطاقة على شكل دهون في الجسم. بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي زيادة كمية الدهون في الجسم إلى السمنة ومن ثم السمنة المفرطة.
كيف يمكن للسمنة المفرطة أن تؤثر على حياة الشخص اليومية؟
تعد السمنة المفرطة مشكلة خطيرة لأنها تعيق أداء الأنشطة اليومية للفرد، وقد تتطور إلى مشاكل صحية خطيرة. يعاني الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة عادةً من:
* ضيق التنفس
* التعرق المفرط
* الشخير
* صعوبات عند أداء الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية
* التعب والإرهاق
* ألم في مفاصل الجسم والظهر
* انخفاض احترام الذات
* الشعور بالعزلة
يمكن أن يؤثر التأثير النفسي للسمنة المفرطة أيضًا على الصحة العقلية والرفاهية مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية وقد يسبب الاكتئاب.
نصائح لفقدان الوزن وعلاج السمنة المفرطة
معالجة مشكلة السمنة المفرطة ليس بالأمر السهل، لأنها تحتاج عادة فترة طويلة من الانضباط والالتزام. ولكنها بالتأكيد ليست مهمة مستحيلة.
إذا كنت تعاني من وزن زائد وتريد إنقاصه، ننصحك باتباع هذه النصائح التي وضعت بعناية من قبل أخصائيي التغذية:
النصيحة الأولى: تغيير نمط الحياة
التفكير بمشكلة الوزن الزائد بشكل سلبي يسبب الإحباط والكآبة، لذلك يوصي أخصائي التغذية المرضى بالتركيز على فكرة فقدان الوزن كجزء من الحصول على صحة أفضل. فأنت لا تمتلك السيطرة الكاملة على الرقم الموجود على الميزان، ولكن لديك سيطرة على ما تأكله، وكم تتحرك، وكيف تقضي يومك.
تساعد التغييرات في نمط الحياة - مثل اتباع خطة غذائية صحية، وزيادة النشاط البدني، والنوم لساعات كافية - على تقليل السعرات الحرارية التي تتناولها وزيادة السعرات الحرارية التي تستهلكها، مما يعني التخلص من الوزن الزائد على المدى البعيد.
النصيحة الثانية: ركز على أول 5% إلى 10%
بدلاً من قول "أحتاج إلى خسارة 15 كيلو غرام"، وإثقال نفسك بما يبدو وكأنه هدف مستحيل، ركزّ على الفوائد الصحية التي يمكن أن تأتي من خسارة الوزن المتواضعة.
دائماً ما يوصي الخبراء بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر، وهذا ينطبق على خسارة الوزن. حدد أهدافاً صغيرة وقابلة للتحقيق.
تذكر أن خسارة 5% إلى 10% فقط من وزن الجسم، يمكن أن يحسّن صحتك بشكل كبير ويقلل من خطر الإصابة بأمراض، مثل مرض السكري والسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية.
النصيحة الثالثة: قلل من تناول الكربوهيدرات والحلويات
تكشف دراسة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن ما تأكله هو العامل الأكثر أهمية لفقدان الوزن، مما يعني أنك ستفقد الوزن بشكل أسرع إذا قمت بتحسين جودة الأطعمة التي تتناولها.
تتمثل إحدى الطرق الصحية للتخلص من الوزن في تقليل تناول السكر والكربوهيدرات، لأنها تزيد نسبة السعرات الحرارية في الجسم بشكل كبير. عليك أن تحد من تناولك للأطعمة ذات المؤشر الجلوكوزي المرتفع، مثل المشروبات الغازية، والبطاطس المقلية، والحلويات المشبعة بالسكر.
النصيحة الرابعة: تناول المزيد من النباتات
النظام الغذائي النباتي يعزز فقدان الوزن، كما أنه غني بالعناصر الغذائية وله فوائد صحية عديدة.
أوجدت العديد من الدراسات العلمية علاقة بين زيادة استهلاك الفاكهة والخضار وزيادة فقدان الوزن. فالخضراوات والفواكه غنية بالألياف والماء، وكلاهما خالي من السعرات الحرارية ولكنهما يشغلان مساحة في المعدة، مما يعزز الشعور بالشبع.
يجب أن تحرص على استهلاك خمس حصص يومية من المنتجات النباتية، ابدأ يومك بعصير أخضر، وتناول سلطة مشكلة بين الوجبات، أو اجعل وجبتك الأساسية هي طبق من الخضروات المطبوخة، ولا تنسَ تناول الفواكه كوجبات خفيفة.
النصيحة الخامسة: اشرب المزيد من الماء
تُظهر الأبحاث أن شرب المزيد من الماء يرتبط بفقدان الوزن بشكل مستقل عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة. يمكن أن يساعد تناول كمية كبيرة من الماء في زيادة الشعور بالشبع ومكافحة الرغبة الشديدة في تناول السكر. كما أن الماء ضروري لعملية حرق الدهون والحصول على الطاقة في الجسم.
من الحيل التي يستخدمها المرضى شرب كوبين من الماء قبل كل وجبة، وخهذا يعني تناول كمية أقل من الطعام.
النصيحة السادسة: تناول وجبة إفطار متوازنة
وجبة الإفطار هي الوجبة الأهم في اليوم، لأنها تمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها لأداء النشاطات المختلفة. وقد أثبتت الدراسات أن تخطي وجبة الإفطار له العديد من المخاطر مثل زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
بالنسبة لاستراتيجيات إنقاص الوزن، ي
النصيحة السابعة: رفع الأثقال
تعد إضافة تدريبات المقاومة إلى خطة إنقاص الوزن فكرة ذكية ليس فقط بسبب السعرات الحرارية التي ستحرقها أثناء التمرين، ولكن أيضًا بسبب "تأثير الحرق اللاحق".المعروف اختصاراً EPOC.
يُعرف EPOC باسم استهلاك الأكسجين الزائد بعد التمرين، ويعكس المدة التي يظل فيها امتصاص الأكسجين مرتفعًا بعد التمرين لمساعدة العضلات على التعافي. يعزز هذا الارتفاع عملية التمثيل الغذائي أثناء جلسات تدريب القوة وبعدها.
وكلما زادت العضلات التي تضيفها إلى جسمك، زاد معدل الأيض أثناء الراحة. وللتوضيح: يحدد معدل الأيض أثناء الراحة عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك للعمل في حالة الراحة. وكلما زاد معدل الأيض أثناء الراحة، زاد ما يمكنك تناوله دون زيادة الوزن.
النصيحة الثامنة: لا تبالغ
قد يؤدي تقليل كمية الطعان التي تتناولها بشكل كبير أو ممارسة الرياضة على مدار اليوم إلى نتائج عكسية عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن. يعتقد معظم الناس أن التخلص من الوزن الزائد يتطلب إجراءات صارمة للحصول على نتائج، ولكن السماح لنفسك بوقت تعافي كافٍ هو أكثر إنتاجية.
يقوم العديد من الأشخاص، عندما يشعرون بالإحباط لعدم فقدانهم للوزن، بمضاعفة الضغوط التي يمارسونها. على سبيل المثال، يركضون أميالاً إضافية، ويضاعفون الوقت الذي يقضونه في صالة الألعاب الرياضية وقد يتناولون كميات أقل من الطعام. ولكن قد تكون هذه الإجراءات متعبة بالتالي لن تكون مستمرة، وهذا يعني أنها لا تحل المشكلة.
الأفضل هو اتباع نظام غذائي متوازن، وأنشطة بدنية مناسبة لحالة الجسم الصحية ولعمر المريض وجنسه.
هل هذه النصائح كافية لعلاج مشكلة السمنة المفرطة؟
في الواقع هذه النصائح غير فعالة تماماً بالنسبة المرضى المصابين بالسمنة المفرطة، إنما هي إجراءات مساعدة لهم لتخفيض الوزن وتحسين صحة الجسم. وتعد فعالة لمن يعاني الوزن الزائد أو السمنة العادية.
يحتاج المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة إلى اتباع خطة علاجية مدروسة، ومتابعة من قبل الأطباء والأخصائيين، لتجنب أي مخاطر صحية أو حتى لتجنب أي خطر على حياتهم.
لذلك نحرص في ريفورم، على إرشاد المرضى لاتباع الخطوات الصحيحة المناسبة لحالتهم، ونقدم لهم برامج مخصصة ومتابعة دائمة. الطريقة الأكثر ضماناً للتخلص من السمنة المفرطة دون إلحاق الضرر بصحتك هي الحصول على استشارة تغذوية عامة، لكي تتمكن من التواصل مع أفضل مختصي التغذية في الوطن العربي، والحصول على أفضل النصائح التي تناسب حالتك.
وبما أن الجميع يرغب بحلول سريعة، فقد عمل فريق ريفورم المختص بمجال الصحة والتغذية على تقديم باقة الفاست - خسارة الوزن، وهي برنامج غذائي لضمان تخفيض الوزن مع ضمان الحفاظ على النشاط والحيوية.
حلول أخرى لعلاج السمنة المفرطة
في بعض الحالات الحرجة يحتاج المريض إلى إجراءات طبية ودوائية أو حتى جراحية ليتمكن من معالجة مشكلة السمنة المفرطة. وتشمل بعض الخيارات:
1. أدوية إنقاص الوزن: عندما لا تكون تغييرات نمط الحياة كافية، قد يصف أخصائي التغذية أدوية لعلاج السمنة المفرطة. وذلك بعد دراسة الحالة وإجراء التحاليل اللازمة.
2. جراحة إنقاص الوزن: تتضمن جراحة إنقاص الوزن، عدة أنواع من العمليات التي تساعدك على إنقاص الوزن عن طريق إجراء تغييرات على جهازك الهضمي. قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة إنقاص الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم 35 و أعلى.
3. أجهزة إنقاص الوزن: قد يلجأ البعض لأجهزة إنقاص الوزن إذا لم يتمكن من إنقاص الوزن أو الحفاظ على الوزن الذي فقده باستخدام علاجات أخرى.